يشكو كثير من الناس من ألم أسفل الظهر مرة واحدة خلال حياتهم على الأقل، و يشكل هؤلاء نسبة هامة من المرضى الذين يراجعون عيادة الأمراض المفصلية.
تكمن أسباب عديدة وراء ألم أسفل الظهر، و منها ما ينتج عن العظام و المفاصل الظهرية مثل آفات القرص الفقري (الديسك)، و يعود سبب غيرها إلى الأنسجة و الأعضاء القريبة من الفقرات و المتصلة بها مثل العضلات و الأعصاب، و لا يتمكن الطبيب إلا من توقع مكان و سبب الإصابة في أغلب الحالات، و يطلق كثير من الأطباء تسمية الديسك أو عرق النسا مجازياً على العديد من الأمراض في العمود الفقري القطني، و قد تكون الكلمة مرفقة بكلمات أخرى مثل ديسك خفيف، أو بداية ديسك، أو التهاب أعصاب أو غيرها، و أورد هنا بعض أسباب ألم أسفل الظهر:
الوثي و الإجهاد القطني
تنكس الأقراص و المفاصل بين الفقرات.
الفتق القرصي (الديسك الحقيقي).
تضيق القناة الشوكية.
تخلخل العظام.
انزلاق الفقار.
الكسور الرضية.
ميل العمود الفقري.
الأورام.
العداوي (الإنتانات الجرثومية مثل التهاب العظم و النقي و الحمى المالطية و السلو غيرها).
بعض أمراض الحوض و انثقاب القرحة و التهابات المجاري البولية و التهاب البنكرياس و غيرها.
بعض أمراض الروماتيزم الالتهابي مثل التهاب الفقار اللاصق و غيره.
يوجد الكثير من الأعراض التي يراجع بها المريض الذي لديه إصابة على مستوى العمود الفقري القطني (فقرات أسفل الظهر) إضافة إلى الألم، و تساعد هذه الأعراض الطبيب في وضع التشخيص الصحيح إلى حد بعيد حتى دون اللجوء إلى الفحوص الشعاعية أحياناً، و يعد انتشار الألم إلى الرجل و القدم بشكل خدر و نمل من أهم صفات الألم الجذري الذي يشير إلى تخريش جذر عصبي في فتق القرص الفقري مثلاً (الديسك)، و يزداد هذه الألم بالسعال و العطاس غالباً و يزداد بالانحناء للأمام في الفتق و بالانحناء للخلف في تضيق القناة الفقرية من سبب آخر، و يكثر حدوث ألم مفاجئ في العمود القطني يعيق الحركة دون أن ينتشر أو يزداد بالسعال و العطاس في الانعقال الفقري و ما يرافقه من تشنج عضلي، و أحب أن أشير إلى أن ألم أسفل الظهر مع ما يسببه من إعاقة و إثقال جسدي و نفسي قد يكون شديداً فهو لا ينتج عن أمراض خطيرة إلا في نسبة قليلة من المرضى.
و أذكر هنا بعض الأعراض التي تستوجب مراجعة الطبيب حتماً و بشكل سريع:
الألم المفاجئ الذي يعيق الحركة.
تشنج الرجل من جذرها بالمشي.
ترافق الألم بالحمى.
اضطراب التبول أو التغوط.
الألم المزمن الذي أصبح لا يستجيب على المسكنات العادية.
الألم الليلي.
الإحساس بالتيبس صباحاً و عدم القدرة على النهوض من الفراش و الحركة بشكل طبيعي إلا بعد فترة زمنية مديدة.
وجود أعراض مرافقة مثل الحرقة أثناء التبول و الإسهال المتردد منذ فترة طويلة.
الأعمار المتقدمة و عند النساء في سن الأياس.
تجرى الصور الشعاعية البسيطة بوجود قصة رض، أو حمى، أو نقص وزن غير مفسر، أو قصة سرطان، أو خدر و نمل أو ضعف عضلي، أو للمرضى بعمر فوق 50 سنة، أو غيرها، كذلك تجرى في حال عدم تحسن الألم على العلاج بالمسكنات بعد 4 – 6 أسابيع، و يجرى مع التصوير استقصاءات مخبرية مثل قياس سرعة التثفل و تعداد الدم الكامل، و قد يتطلب الأمر إجراء التصوير المقطعي المحوسب CT و تصوير الرنين المغناطيسي MRI، و يجب الانتباه إلى أن كشف تبدلات تنكسية أو تبارز أو فتق قرصي بهذه الوسائط شائع و لا يدل بالضرورة على أنها سبب الألم، بل حتى إنها تسبب تشويش الفاحص أحياناً، و لذلك لا يجب أن تثير هذه الموجودات قلق المريض كثيراً و يترك تفسيرها للطبيب المعالج وحده، و توجد استقصاءات أخرى تترك لبعض الحالات الخاصة مثل تخطيط الأعصاب و العضلات و التصوير الشعاعي الظليل و التصوير الومضاني للجسم.
يتحسن ألم أسفل الظهر لا النوعي خلال أسبوع عند ثلث المرضى و خلال سبعة أسابيع من البدء عند ثلثي المصابين عادة، و لكن نسبة عودة الألم تبقى عالية، و لا يعني نكس الألم خطورة زائدة عادة و هو يحمل نفس إنذار الألم الأول، و قد يتطلب الأمر إعادة بعض الفحوص المخبرية و الشعاعية عند تغير طبيعة أو شدة الألم، و أشير إلى ألم أسف الظهر لا يسبب العجز إلا نادراً.
ألتدبير:
تفيد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والمرخيات العضلية كعلاج عرضي للألم غير النوعي غالباً، و يجب التنبيه إلى أن هذه الأدوية تتمكن من تخفيف معظم آلام أسف الظهر مهما كان نوعها، و لو إلى حين، و لا يفضل وصف العلاج الفيزيائي في بعض حالات الألم الحاد إذ قد يزيد ذلك من الألم، و ينصح بالعودة السريعة إلى الفعاليات الحياتية الاعتيادية مع تجنب حمل الأثقال و عطف الجذع خلال الطور الألمي الحاد.
يعالج فتق القرص الفقري (الديسك الحقيقي) دوائياً لفترة كافية في البدء إلا إذا ترافق مع أعراض و علامات عصبية فيجرى التصوير المناسب سريعاً لتقرير ضرورة إجراء عمل جراحي بالطريق المفتوح أو المغلق، و قد يفيد إعطاء حقن دوائية في الظهر، أو إعطاء الستيرويدات (الكورتيزون) أحياناً، و أشير إلى أن ألم قليل من المرضى لا يخف بالجراحة مطلقاً، و يترك لجراح الأمراض العصبية شرح ذلك لمن تلزم الجراحة لهم.
يسبب مرض تخلخل العظام (و يطلق عليه أيضاً ترقق العظام أو وهن العظام أو هشاشة العظم) ألم الظهر أحباناً و يحتاج ذلك إضافة إلى تسكين الألم إلى إعطاء مقويات العظم و الوقاية من الكسور، و يجب إعطاء هذه الأدوية مدى الحياة عادة و لا يكفي إعطاؤها أثناء نوبة الألم.
يجب الإشارة إلى أن ألم أسفل الظهر يمكن أن يؤدي مثل كل الآلام المزمنة إلى انزعاج شديد للمريض يؤثر على نفسيته بشكل يتفاوت بين مريض و آخر، و قد يعطي الطبيب بعض الأدوية المهدئة أحياناً.
و تبقى الوقاية ممكنة رغم قلة أهميتها هنا، إذ يمكن للتمرين في الهواء الطلق و التمارين الخاصة بتقوية عضلات الظهر و الرجلين أن تقلل من تكرار حدوث الألم، و قد يفيد إنقاص الوزن و إيقاف التدخين، و يفيد الابتعاد عن الإجهاد في العمل في إنقاص مدة الألم.
د. حسان لايقة
أخصائي أمراض المفاصل و الروماتيزم و أمراض المناعة
تكمن أسباب عديدة وراء ألم أسفل الظهر، و منها ما ينتج عن العظام و المفاصل الظهرية مثل آفات القرص الفقري (الديسك)، و يعود سبب غيرها إلى الأنسجة و الأعضاء القريبة من الفقرات و المتصلة بها مثل العضلات و الأعصاب، و لا يتمكن الطبيب إلا من توقع مكان و سبب الإصابة في أغلب الحالات، و يطلق كثير من الأطباء تسمية الديسك أو عرق النسا مجازياً على العديد من الأمراض في العمود الفقري القطني، و قد تكون الكلمة مرفقة بكلمات أخرى مثل ديسك خفيف، أو بداية ديسك، أو التهاب أعصاب أو غيرها، و أورد هنا بعض أسباب ألم أسفل الظهر:
الوثي و الإجهاد القطني
تنكس الأقراص و المفاصل بين الفقرات.
الفتق القرصي (الديسك الحقيقي).
تضيق القناة الشوكية.
تخلخل العظام.
انزلاق الفقار.
الكسور الرضية.
ميل العمود الفقري.
الأورام.
العداوي (الإنتانات الجرثومية مثل التهاب العظم و النقي و الحمى المالطية و السلو غيرها).
بعض أمراض الحوض و انثقاب القرحة و التهابات المجاري البولية و التهاب البنكرياس و غيرها.
بعض أمراض الروماتيزم الالتهابي مثل التهاب الفقار اللاصق و غيره.
يوجد الكثير من الأعراض التي يراجع بها المريض الذي لديه إصابة على مستوى العمود الفقري القطني (فقرات أسفل الظهر) إضافة إلى الألم، و تساعد هذه الأعراض الطبيب في وضع التشخيص الصحيح إلى حد بعيد حتى دون اللجوء إلى الفحوص الشعاعية أحياناً، و يعد انتشار الألم إلى الرجل و القدم بشكل خدر و نمل من أهم صفات الألم الجذري الذي يشير إلى تخريش جذر عصبي في فتق القرص الفقري مثلاً (الديسك)، و يزداد هذه الألم بالسعال و العطاس غالباً و يزداد بالانحناء للأمام في الفتق و بالانحناء للخلف في تضيق القناة الفقرية من سبب آخر، و يكثر حدوث ألم مفاجئ في العمود القطني يعيق الحركة دون أن ينتشر أو يزداد بالسعال و العطاس في الانعقال الفقري و ما يرافقه من تشنج عضلي، و أحب أن أشير إلى أن ألم أسفل الظهر مع ما يسببه من إعاقة و إثقال جسدي و نفسي قد يكون شديداً فهو لا ينتج عن أمراض خطيرة إلا في نسبة قليلة من المرضى.
و أذكر هنا بعض الأعراض التي تستوجب مراجعة الطبيب حتماً و بشكل سريع:
الألم المفاجئ الذي يعيق الحركة.
تشنج الرجل من جذرها بالمشي.
ترافق الألم بالحمى.
اضطراب التبول أو التغوط.
الألم المزمن الذي أصبح لا يستجيب على المسكنات العادية.
الألم الليلي.
الإحساس بالتيبس صباحاً و عدم القدرة على النهوض من الفراش و الحركة بشكل طبيعي إلا بعد فترة زمنية مديدة.
وجود أعراض مرافقة مثل الحرقة أثناء التبول و الإسهال المتردد منذ فترة طويلة.
الأعمار المتقدمة و عند النساء في سن الأياس.
تجرى الصور الشعاعية البسيطة بوجود قصة رض، أو حمى، أو نقص وزن غير مفسر، أو قصة سرطان، أو خدر و نمل أو ضعف عضلي، أو للمرضى بعمر فوق 50 سنة، أو غيرها، كذلك تجرى في حال عدم تحسن الألم على العلاج بالمسكنات بعد 4 – 6 أسابيع، و يجرى مع التصوير استقصاءات مخبرية مثل قياس سرعة التثفل و تعداد الدم الكامل، و قد يتطلب الأمر إجراء التصوير المقطعي المحوسب CT و تصوير الرنين المغناطيسي MRI، و يجب الانتباه إلى أن كشف تبدلات تنكسية أو تبارز أو فتق قرصي بهذه الوسائط شائع و لا يدل بالضرورة على أنها سبب الألم، بل حتى إنها تسبب تشويش الفاحص أحياناً، و لذلك لا يجب أن تثير هذه الموجودات قلق المريض كثيراً و يترك تفسيرها للطبيب المعالج وحده، و توجد استقصاءات أخرى تترك لبعض الحالات الخاصة مثل تخطيط الأعصاب و العضلات و التصوير الشعاعي الظليل و التصوير الومضاني للجسم.
يتحسن ألم أسفل الظهر لا النوعي خلال أسبوع عند ثلث المرضى و خلال سبعة أسابيع من البدء عند ثلثي المصابين عادة، و لكن نسبة عودة الألم تبقى عالية، و لا يعني نكس الألم خطورة زائدة عادة و هو يحمل نفس إنذار الألم الأول، و قد يتطلب الأمر إعادة بعض الفحوص المخبرية و الشعاعية عند تغير طبيعة أو شدة الألم، و أشير إلى ألم أسف الظهر لا يسبب العجز إلا نادراً.
ألتدبير:
تفيد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والمرخيات العضلية كعلاج عرضي للألم غير النوعي غالباً، و يجب التنبيه إلى أن هذه الأدوية تتمكن من تخفيف معظم آلام أسف الظهر مهما كان نوعها، و لو إلى حين، و لا يفضل وصف العلاج الفيزيائي في بعض حالات الألم الحاد إذ قد يزيد ذلك من الألم، و ينصح بالعودة السريعة إلى الفعاليات الحياتية الاعتيادية مع تجنب حمل الأثقال و عطف الجذع خلال الطور الألمي الحاد.
يعالج فتق القرص الفقري (الديسك الحقيقي) دوائياً لفترة كافية في البدء إلا إذا ترافق مع أعراض و علامات عصبية فيجرى التصوير المناسب سريعاً لتقرير ضرورة إجراء عمل جراحي بالطريق المفتوح أو المغلق، و قد يفيد إعطاء حقن دوائية في الظهر، أو إعطاء الستيرويدات (الكورتيزون) أحياناً، و أشير إلى أن ألم قليل من المرضى لا يخف بالجراحة مطلقاً، و يترك لجراح الأمراض العصبية شرح ذلك لمن تلزم الجراحة لهم.
يسبب مرض تخلخل العظام (و يطلق عليه أيضاً ترقق العظام أو وهن العظام أو هشاشة العظم) ألم الظهر أحباناً و يحتاج ذلك إضافة إلى تسكين الألم إلى إعطاء مقويات العظم و الوقاية من الكسور، و يجب إعطاء هذه الأدوية مدى الحياة عادة و لا يكفي إعطاؤها أثناء نوبة الألم.
يجب الإشارة إلى أن ألم أسفل الظهر يمكن أن يؤدي مثل كل الآلام المزمنة إلى انزعاج شديد للمريض يؤثر على نفسيته بشكل يتفاوت بين مريض و آخر، و قد يعطي الطبيب بعض الأدوية المهدئة أحياناً.
و تبقى الوقاية ممكنة رغم قلة أهميتها هنا، إذ يمكن للتمرين في الهواء الطلق و التمارين الخاصة بتقوية عضلات الظهر و الرجلين أن تقلل من تكرار حدوث الألم، و قد يفيد إنقاص الوزن و إيقاف التدخين، و يفيد الابتعاد عن الإجهاد في العمل في إنقاص مدة الألم.
د. حسان لايقة
أخصائي أمراض المفاصل و الروماتيزم و أمراض المناعة
التعليقات : 0
إرسال تعليق
أخي الكريم، رجاء قبل وضع أي كود في تعليقك، حوله بهذه الأداة ثم ضع الكود المولد لتجنب اختفاء بعض الوسوم.
الروابط الدعائية ستحذف لكونها تشوش على المتتبعين و تضر بمصداقية التعليقات.